-A +A
أحمد عوض
وغادر السفيرُ الكندي (فوراً)، وهذا درس آخر لكل من يعتقد أن السعوديّة قد تتنازل عن سيادتها في لحظة ما، سفير أجنبي يُدافع عن مُتهمين سعوديين في قضايا أمنيّة ويطلب الإفراج عنهم و(فوراً)، هو بلا شك لا يعلم أن هذا الوطن لم يركع لمُستعمر، وبلا شك يجهل حقيقة أن هذا الشعب قدّم الكثير من التضحيات عندما كانت هذه الأرض صحراء يسكنها الجوع والعطش، هو أطلق هذا التصريح ولم يكن يتوقع أن تكون ردّة الفعل بهذا الشكل، ويبدو أن حكومة كندا الاتحاديّة واقعة تحت تأثير «مطاريد الربيع»، فبعد مقالات الواشنطن بوست التي يقود توجهها المُناهض للسعوديّة أحد السعوديين الذين كانوا وطويلاً جداً يستفيدون من خير وعطاء هذا الوطن وبعد هروبه أصبح وطننا قيداً وقديماً جداً، وتناسى أن ابنه يحيا في هذا الوطن وحياته كريمة جداً، لقد سلّط وتسلّط هذا البائس ولم يترك بلادنا وشأنها، وهذه نتيجة ما يقوم بِه من تحريض تجاه السعوديّة، كندا البلد الذي يكاد يتشظى يطلب سفيره في السعوديّة إطلاق سراح مُتهمين سعوديين في بلادهم و(فوراً)، لقد تجاسر القوم بعد أن رأوا شرذمة من بني جلدتنا يتنكرون لهذا الوطن ويبثون سمومهم في الإعلام الغربي.

قضاء مُستقل ونيابة عامّة ترتبط بالملك مُباشرة وأدلّة ودفوع ومُحامون، كُل ما يوفر العدالة للمُتهم موجود ومتوفر، ومع ذلك يأبى البائسون إلا أن يحاولوا الانتقاص من سيادتنا، وفي اعتقادهم أن السعوديّة سترضخ تحت ضغط الخوف، لقد منحت منظمة التجارة العالمية للسعوديّة ما كان يُعتقد ألّا استثناء له وهي تجارة الخمور ولحم الخنزير، كانت تتفاوض السعوديّة مع منظمة التجارة العالميّة وأمامها طريق واحد وهو أن يتم استثناء السعوديّة ولو رفضت منظمة التجارة هذا الأمر لرفضت السعوديّة الدخول في اتفاقية التجارة الحرّة، ونجحت السعوديّة في مسعاها، للسعوديّة ثوابت لم تتنازل عنها يوماً ولن تتنازل، حتى لو كانت هذه الثوابت شيئاً عادياً في نظر الآخرين.


الآن وقد واجه السفير الكندي نتيجة ما توقع ألّا نتيجة له، يجب أن نلتفت لهؤلاء الهاربين والدور الحقير الذي يقومون به..

أخيراً:

السعوديّة وكما اتخذت قرار إنقاذ البحرين، وكما قامت بعاصفة الحزم وإعادة الأمل وغيرهما الكثير من الأمور الحاسمة، لم تنتظر السعوديّة رأي الآخرين في القيام بما هو واجب ومُلزم، هذا الأمر كان خفياً على سفير كندا الذي وقع تحت تأثير «المطاريد»، وتوقع أن تُهرول السعوديّة نحوه مُلبيّة لأمره (فوراً)، وفعلاً منحته السعوديّة (فوراً)، وكانت: غادر (فوراً).

* كاتب سعودي